ارتفاع الحرارة عند الأطفال
Fever in children
يعد ارتفاع درجة حرارة الجسم مشكلة شائعة خاصة عند الأطفال, قد يكون طفيفاً ويشفى بشكل تلقائي بينما يكون أحياناً مؤشراً خطراً يجب متابعته, ويعرف ارتفاع درجة الحرارة بزيادة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية (100.4 فهرنهايت)
يتم قياس درجة الحرارة بأساليب مختلفة ولكل أسلوب دقته المختلفة, لذلك يمكن أن تكون النتائج متباينة لنفس الطفل حسب طريقة قياس درجة الحرارة .. إن قياس حرارة الطفل بملامسة جسمه براحة اليد دون استخدام مقياس حرارة لا يعد معياراً دقيقاً لتقدير حرارة الجسم لأنه يختلف حسب الشخص الذي يقوم بالملامسة وظروف الجو المحيط..
يعتبر قياس الحرارة الفموي (تحت اللسان) والقياس الشرجي هما الطريقتان الأدق لقياس الحرارة, وينبغي الانتباه أثناء القياس الفموي ألا يكون الطفل قد تناول مشروبات ساخنة أو باردة خلال النصف ساعة السابقة للقياس, ومن الجدير بالذكر كذلك أن المقاييس الزجاجية التي تحوي الزئبق لم يعد ينصح باستخدامها خشية انكسارها وحدوث التسمم بالزئبق.
قياس الحرارة عبر الجبهة أو الجلد بالأشعة تحت الحمراء ورغم أنه أقل دقة من المقاييس الأخرى, إلا أنه يمكن استخدامه كمقياس أولي لسهولة استخدامه وأمانه من حيث عدم نقل العدوى بين الأشخاص لعدم وجود تماس مباشر.
إن ارتفاع حرارة الجسم هو آلية دفاعية يستخدمها الجسم للحفاظ على توازنه والدفاع ضد ما يؤذيه, ولهذا الارتفاع أسباب عديدة من أهمها الإنتانات (أي دخول الفيروسات أو الجراثيم إلى الجسم), فيقوم الجسم برفع حرارته ليزيد من مقاومته لها عبر آليات مناعية وفيزيولوجية مختلفة..
أحياناً يمكن أن يحدث ارتفاع الحرارة عند الطفل -خاصة حديث الولادة- بسبب كثرة الألبسة والأغطية التي يغطيها به الأهل أو بسبب ارتفاع حرارة الجو المحيط..
في حال كان الطفل عمره أقل من 3 شهور وحدث عنده ارتفاع درجة الحرارة فيجب مراجعة المركز الطبي لتشخيص الحالة وإعطاء العلاج المناسب بأسرع ما يمكن..
وفي حال كان الطفل أكبر من 3 شهور فيمكن إعطاء خافضات الحرارة الآمنة وبجرعات مناسبة لعمر ووزن الطفل, مثل (بارول – كالبول – سيتامول ), وفي حال استمرت الحرارة لأكثر من 3 أيام أو ترافقت مع أعراض أخرى أو حالة عامة سيئة للطفل فينبغي مراجعة المركز الطبي..
يمنع إعطاء الأسبرين للأشخاص تحت عمر 18 سنة بهدف تخفيض الحرارة بسبب خطر إحداثه لمتلازمة نادرة لكنها مهددة للحياة تسمى Reye’s Syndrome
ومن النقاط التي ينبغي التنبيه إليها أن تعويض السوائل ضروري جداً عند الأطفال الذين ترتفع درجة حرارتهم بسبب أن جسمهم يخسر الكثير من السوائل خلال التعرق والتبخر مما يهدد بحدوث التجفاف, فلا بد من تعزيز شرب السوائل لديهم أو إطعامهم الأطعمة الحاوية على كمية كبيرة من السوائل مثل الشوربات, وفي حال رفض الطفل أو لم يعد قادرا على شرب السوائل يفضل مراجعة المركز الطبي لتقييم الطفل..
وكذلك من المفيد مسح جسم الطفل بمنديل أو اسفنج مبلل بماء لتخفيض درجة حرارته دون استخدام الكحول في المسح لإمكانية إحداثه تسمم عند الطفل..
بشكل طبيعي يحدث للطفل عند ارتفاع درجة حرارته تعب وإرهاق, فينبغي تشجيعه على الراحة وعدم معاكسة رغبته في النوم..
وبالصحة والعافية لجميع أطفالنا الأعزاء