الشق الشرجي

Anal Fissure

الشرج (Anus) هو الفتحة الانتهائية لقناة الهضم والتي تأتي في نهاية المستقيم Rectum ..

ونتيجة لطبيعة تروية المنطقة دموياً وتحمّل الشرج لضغوط عالية من داخل جوف البطن, وبسبب تأثره بالظروف الخارجية كونه مفتوحاً للخارج, فإنه يتعرض للعديد من الآفات والأمراض والتي قد يتطلب بعضها تداخلاً جراحياً, وبسبب أن هذه الأمراض تسبب أعراضاً مزعجة جداً لصاحبها سنركز عليها في مقالاتنا..

سنبدأ بالشق الشرجي والذي هو مرض ينتج عن تمزق البطانة الداخلية للقناة الشرجية محدثاً الألم والنزيف في المنطقة.

عادة ما يمتد الشق ليشمل مجموعة من العضلات تسمى المصرة الشرجية الداخلية, والتي تتقلص بدورها لتسبب مزيداً من التمزق والألم وتأخر الشفاء, وكلما زاد الشق تزيد معه الأعراض المترافقة..

لا يوجد دراسات تحصي بدقة عدد المصابين بالشق الشرجي لكن يمكن اعتبار أن واحداً من كل خمسة أشخاص حول العالم قد تعرضوا للشق الشرجي خلال حياتهم لمرة واحدة على الأقل..

تتظاهر  أعراض الشق الشرجي بداية بنزيف يلاحظه المريض على مناديل التنظيف المستخدمة, وكذلك يشعر بالألم والشعور بالحرق في المنطقة خاصة بعد التغوط, وتتكرر الأعراض مع كل تغوط ويمكن أن تزيد مع ازدياد الشق, وقد يستمر الألم لعدة ساعات بعد التغوط..

قد يحدث الشق الشرجي بسبب الإمساك المزمن والإجهاد المتواصل على المنطقة, أو بسبب الإسهال الشديد الذي قد يؤدي لتخريب بالبطانة الداخلية للشرج, كما يمكن أن يحصل نتيجة رضوض على القناة الشرجية تؤدي لتوسيعها.

ينبغي على من يشعر بأعراض شبيهة أن يراجع الطبيب لتأكيد التشخيص ووصف العلاج المناسب, ويشمل التشخيص أخذ القصة المرضية كاملة مع إجراء فحص سريري للشرج..

بناء على تقييم الطبيب يتم وضع خطة العلاج المناسبة للحالة, ويشمل العلاج الملينات التي تساعد على تخفيف الإمساك, وأدوية مسكنة لتخفيف الألم, والعلاجات التي تساعد على تحسين تروية المنطقة وتسريع التئام الشق الحاصل..

في بعض الحالات يلجأ الطبيب لحقن مادة في الشرج لتخفيف تقلص عضلات المصرة الشرجية الداخلية مثل مادة البوتكس.

كما يمكن أن تكون الجراحة هي الحل للمرضى غير المستجيبين على العلاج والذين استمرت عندهم الأعراض لشهر أو أكثر رغم استخدام العلاجات..

تهدف العملية الجراحية لتخفيف التقلص الحاصل في القناة الشرجية مما يريح المريض ويخفف من ألمه, ويعد الألم بعد العملية الجراحية أخف بكثير  من ألم الشق الشرجي نفسه, ويستطيع المريض العودة لحياته الطبيعية خلال أسيوع من العمل الجراحي.

و لا يفوتنا أن نؤكد لمرضانا الكرام أنه ليس كل آفات الشرج هي بواسير شرجية ,خاصة عند أخواتنا المريضات, فكثيراً ما يحدث تشخيص خاطئ بسبب الحرج من الفحص الطبي, و يتم أخذ علاجات للبواسير دون أي تحسن يذكر, ويكون التشخيص أمراً مختلفاً, لذلك ننصح بمراجعة العيادة الجراحية في جميع آفات الشرج لأن التأخر في علاج الشق الشرجي يكون سبباً في عدم الاستفادة من العلاج الدوائي والاضطرار للجراحة بسبب تأخر البدء في العلاج الصحيح بعد أن يدخل المريض في مرحلة الشق الشرجي المزمن.